2008/03/27

الإنتخابات الأمريكية ... وقطيع الماعز

تابعت بانتباه شديد معركة الإنتخابات الأمريكية منذ بدايتها فى الولاية الصغيرة " أيوا " وتنقلت بين مواقع وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية المختلفة وعدد من المجلات والصحف الأجنبية ... لا رغبة فى التعرف على من هو الفائز ومن هو الخاسر ... فذلك شأن أمريكى ولعبة محلية أمريكية تتداخل فيها المؤثرات الإدارية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية ... كان هدفى هو معرفة ما يدور فى عقول المرشحين للبيت الأبيض نحو القضايا العربية بالذات .فمن المعروف أن المرشحين يضربون على الوتر الحساس فى مثل هذه المعركة ... ويحاولون خطب ود كثير من الدول وبالذات تلك التى تقع فى الشرق الأوسط، وبخاصة أن كثيرا من القضايا ما زالت عالقة بعنق الزجاجة وبخاصة فى الوطن العربى فمثلا الوضع فى لبنان التى ما زالت بلا رئيس حتى هذه اللحظة ... وفلسطين التى يتقاسمها تنظيمان شرعيان ولا تعرف أيهما على حق !! وقضية دارفور بالسودان وقضية الصحراء فى المغرب بالإضافة الى عدد من القضايا المخفية فى بوتقة المختبرات الأمريكية . كان الصراع محتدما بين المرشحين ... وبخاصة فى المقابلات المرئية التى تبثها محطة سى ان ان بالذات على الملأ ، ومن الطبيعى أن تكون التصفية وها هى قد وصلت الى نهايتها ... فلم يعد يفصلنا على الإنتخابات النهائية الرسمية الا أشهرا معدودة وصار الصراع بين عدد قليل من المرشحين أهمهم من الحزب الديمقراطى باراك أوباما وهيلارى كلينتون والثانى الحزب الجمهورى المعروفة توجهاته مسبقا . فى نهاية جولة الإنتخابات بين الولايات تصدر باراك أوباما الزنجى الأسمر القادم من مجاهل أفريقيا ( كينيا ) وأصوله الإسلامية ( باراك حسين أوباما ) وبين ( هيلارى كلينتون ) زوجة الرئيس ما قبل الحالى ( بيل كلينتون ) التى ما زالت تعانى صدمة خيانته لها فى بيتها الأبيض مع سكرتيرته داخل الحجرة البيضاوية وربما على الكرسى الأحمر . ما علينا هذا شأن أسرى أمريكى .. والأمريكيون لا يرون غضاضة فى الخيانة الزوجية سرا أم جهرا وربما يرون أنها عملية ( تغيير جو ) من الزوج أو الزوجة على حد سواء . المهم أن المعركة فى الولايات باتت منتهية وتصدر باراك أوباما السباق بنقاط معروفة وما علينا الا انتظار مؤتمر الحزب الديمقراطى لنرى من سيقع عليه الإختيار لخوض المعركة الكبرى فى شهر الحرث / نوفمبر القادم . المعركة فى الولايات انتهت بمناظرة مرئية على قناة سى ان ان بين باراك وهيلارى .. حول عدد من القضايا المحلية والتى لا تهمنا وعدد من القضايا الدولية والعربية ومن بينها ( اسرائيل ) وهنا مكمن الداء ومربط الفرس ... تصور ماذا صراح مارك أوباما عندما أحس أن هيلارى معجبة باسرائيل التى تفوح منها رائحة الدم المسفوك فى غزة والضفة الغربية .. قال فى تصريح أوردته وكالات الأنباء جميعها بما فيها السى ان ان والبيبسى وام اس ان ورويتر وغيرها : " .... اعلن المرشح الديمقراطي الامريكي باراك اوباما مساء الثلاثاء دعمه لاسرائيل وللروابط مع اليهود في الولايات المتحدة بعدما رفض الترحيب بدعم الزعيم المسلم الامريكي لويس فاراخان رئيس حزب امة الاسلام. وجاء كلام اوباما خلال مناظرة تلفزيونية مع منافسته هيلاري كلينتون في المبارزة الاعلامية الاخيرة التي جمعتهما قبل اسبوع من الانتخابات التمهيدية لويلايتي اوهايو وتكساس اللتان ستحسمان لجهة معرفة اي من المتنافسين سيمثل الحزب خلال انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل. وقال اوباما ان "تصريحات فاراخان المتكررة المعادية لاسرائيل ولليهود غير مقبولة وتستحق الشجب". واضاف اوباما: "لقد كنت واضحا في استنكاري لتصريحاته المعادية للسامية، وسبب ذلك لانني اعتبر نفسي صديقا مقربا لاسرائيل التي يمكن وصفها باحد اهم حلفائنا في الشرق الاوسط واعتقد ان امن اسرائيل مقدسا". هيلارى كلينتون من جهتها علقت : " ... يبدو ان علي دفع الثمن لانني تصرفت بهذا الشكل لكنني لا اقبل ان يرتبط اسمي بمجموعات تعتمد خطابا عنيفا وغير صحيح ومليء بالاتهامات غير الصحيحة لاسرائيل وافراد ومجموعات الشعب اليهودي الذين يسكنون الولايات المتحدة". وعلقت كلينتون على "استنكار" اوباما لتصريحات فاراخان وقالت انه "كان الاجدى باوباما رفضها بطريقة قاطعة"، الا ان اوباما رد بسرعة اذ قال: "لم يكن هناك اي عرض رسمي لكي يتم رفضه بشكل قاطع، ولكن اذا كانت السناتور كلينتون ترى ان الرفض القاطع اقوى من الاستنكار، فانني استنكر وارفض بشكل قاطع". وقد " تبادل فريقا المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية الأمريكية هيلاري كلينتون وباراك أوباما اتهامات شديدة حول صورة نشرت على شبكة المعلومات لأوباما المنحدر من اصل كيني بملابس صومالية تقليدية. وتظهر الصورة التي أرسلت إلى موقع "دراج ريبورت" الإلكتروني باراك أوباما مرتديا ملابس صومالية خلال زيارة قام بها إلى كينيا عام 2006. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها ان نشر الصورة "غذى إداعاءت كاذبة بأن أوباما مسلم خاصة وأن الزيارة كانت لمدرسة في شمال شرقي كينيا قرب الحدود الصومالية". وظهر في الصورة أحد وجهاء العشائر الصومالية في هذه المنطقة الشيخ محمد حسن وهو يلبس أوباما الزي التقليدي لقبائل المنطقة. اذن جاء الآن الدور فعلى من يريد الكرسى الأحمر فى المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض أن يعلن مسبقا ولاءه لإسرائيل وطمئنتها بأن تكون لها مكان الصدارة فى القرارات الأمريكية ومنها بطبيعة الحال تزويدها بترسانة من الأسلحة ومعونة قيمة من الدولارات ودعم سياسى خارجى غير محدود .. ثم تصديها للإسلام والمسلمين بأى صورة كانت حتى ولو كانت اسما لمرشح رئاسى .. فمن غير المقبول أن يكون اسم الرئيس أو لقبه ( حسين ) وليس من المقبول أن يكون ذا أصول اسلامية .. المقبول أن يكون اسمه ( باراك ) وهو اسم يهودى وتذكرون ( ايهود باراك ) بالتأكيد . هى سياسة الإدارة الأمريكية التى تعتمد على استمرار دق الإسفين المسمى ( باسرائيل ) فى قلب الوطن العربى ... بارك أوباما هيلارى كلينتون أو غيرهما سواء فى الإنحياز لإسرائيل والتعاطف معها ... ومع هذا فنفظ العرب يصب فى أمريكا وفلوس العرب فى مصارف أمريكا واستثمارات العرب فى أمريكا والعلمانيون العرب يتعلمون صناعة الأحداث فى أمريكا ورجال العرب يحجون ( استغفر الله ) الى البيت الأبيض كعبتهم الجديدة ... وسنراهم يتقاطرون ( كالمعيز ) على حديقة البيت الأبيض يهنئون الرئيس الجديد، ويعودون بعد أن يلاحظوا ـ هذا ان لاحظوا ـ الرئيس الجديد يهمس فى اذن الموفد الإسرائيلي الذى ربما يكون ( ايهود باراك ) خلال حفلة التنصيب بألا خوف من ( المعيز ) . يقال ـ والله أعلم ـ أن ذكر الماعز ( لا يغار ) دون سائر الحيوانات ولذلك سمى ( تيسا ) !! .
هذا بعض من قطيع الماعز !! أجلكم الله
ملاحظة : هذه ( الدريسة ) تصغير دراسة موجهة للعرب فقط والمسلمين الذين يتقنون العربية .. للتذكير فقط ... فلعل بعض من بيدهم الحل والعقد يستيقظون ويرون بعينين اثنين ما يدور على الساحة الأمريكية .

ليست هناك تعليقات: